إعادة ضبط المصنع ‏ “‫Factory Reset Data”‬

 


في مرة من المرات عزمتني قريبتي على جمعة لصحباتها عندها و روحت يومها فكان كعادة جمعات البنات في هذاك العمر تكون التقديمات شيبسات وشكولاتات وعصيرات غازية ونحنا بنضيف وحدة من صحباتها ما رضيت تاكل شيء لا شيبس ولا عصير غازي ولا حتى قهوة بس قالت ابغى موية

استغربت منها وسألتها دحين ماشاء الله أبداً ما تأكلي دي الأشياء ؟

قالتلي ايوة تعودت

 سألتها كيف تقدري ؟بالذات الغازيات ،قالتلي تصدقي ما أقدر عليها أحسها حالية مرة بشكل يغوش

استغربت شوية لكن على طول تذكرت موقف صار مشابه معايا لمن فترة قطعت المقليات وصرت بعدها أتأذى من منظر الزيوت في الأكل وعلى طول تنسد نفسي منها .

لكن اكلتها مرة مضطرة وبعدها كم مرة ورجع بعدها المنظر صار عادي بالنسبة ليا وصرت أكل مقليات بشكل عادي

وبعدها فهمت كيف الإستطعام يفرق من شخص للثاني على حسب طريقة أكله وأيش لسانه متعود 

الي ما ياكل سكر يستطعم أي حلى بشكل وااضح جداً حتى لو شوية سكر فيه ومايقدر على السكريات بكميات كبيرة 

أما الي متعود على السكريات بشكل كبير تلاقيه مايرضيه إلا السكر الزيادة في كل شيء لأنه مايذوق بشكل طبيعي 

وموقف ثاني صار مع جدتي الله يرحمها جدتي من الناس الي مرة تحب الأشياء الحالية وكان عندها السكر ففترة كانت متبعة حمية وكانت موقفة السكر في أشياء كثير يوم من الأيام طلبت مني أسوي لها شاهي في الكوب حقها قلت خلاص حسوي ليا كوب ولها كوب بالغلط جيت أحط السكر ليا حطيتها في كوبها على طول نقلت الشاهي الي فيه سكر على كوبي وسويت لها ثاني في كوبها 

الغريب اول ما ذاقت الشاهي قالت ليا حالي الشاهي غريبة 

استطعمت وقتها هذا الحلى الي كان شيء لايذكر من السكر مع العلم هيا من الناس الي مايرضيها السكر القليل ابداً 

وهذا يكاد شيء لايذكر من السكر الي كان موجود 

لسانها صار يذوق الحلى بشكل أوضح لأنها بطلت السكر 

وكذا قصة مرت عليا اكدت ليا هذا الموضوع .

ايش الي حابة أوصله من هذا الكلام كله ودي القصص

أن الإنسان لمن يوقف عن شيء هو متعود عليه فترة يصير شيء زي إعادة ضبط المصنع

 “Factory Reset Data”

الموجود في الأجهزة الي تمسح كل شيء أنحفظ فيها لكن تحافظ على النظام الأساسي الي مصمم من المصنع ومبرمج عليه فيرجع لنا جهاز جديد بذاكرة فارغة وجاهز للأستخدام .


وهذا بالزبط الي بيحصل معانا لو طبقنا الصيام على أصوله مو على طريقة العادات والتقاليد حقنا 

زي ما نقول بمصطلحاتنا اليوم "ديتوكس" للجسم (لأنك بتمتنع عن الأكل والجنس )

و"ديتوكس" للنفس (لأنك بتمتنع عن السب و الشتم ).

والله لو صاحبه ديتوكس من التلفزيون والسوشال ميديا حيصير وقتها تطهير حقيقي يشمل بصرك وسمعك وأفكارك .

وكعادة أي عادة جديدة بنحاول نطبقها الأيام الأولى منها جداً صعبة لأنك بتقاوم أشياء أنت متعود عليها وصارت زي العجلة بالنسبة لك ، وشد أعصاب وتعب وخمول لكن أسمح لكل دي المشاعر وعيشها وتجاوزها بعدها حتدخل مرحلة الراحة والصفاء الذهني وبقوة كبيرة حتحس فيها (ناتجة من شعور أنك أصبحت المتحكم بنفسك ومو هيا الي تحكمك والمتحكم في جسدك مو هو الي يحكمك ببساطة سيد نفسك) ويصير مع الأيام مهارة ضبط النفس أسهل وأسهل وحتى تتعجب من الحالة الي كنت فيها سابقاً وكيف سامح لنفسك كل هذي العشوائية والأهواء المتخبطة .

نفسك تصير أصفى مما يسمح لروحك تشرق (روحانية) وتصير تتذوق كل شيء حتى لو كان بسيط ولا يذكر في نظر الآخرين (الأغلب)

وهنا أحتمال كبير تصير الفتوحات والبركات تنهمر عليك .

وزي ماقالو "في التخلي تجلي"

وتصير تشعر بشكل أعمق وبسكينة تغمرك وتتأمل بكل بساطة وتشوف الأشياء بصورتها الحقيقية (التذوق الطبيعي) وأقرب للفطرة مو بصورتها المشوهة بأفكارك ومشاعرك وعاداتك (التذوق الكاذب).


ورمضان كريم علينا وعليكم

مع دعواتي ب(إعادة ضبط المصنع) ناجح ليا ولكم 🙏🏼


تعليقات